شفق نيوز/ ما أن تبدأ بالوصول الى القرى المسيحية في منطقة العمادية وبرواري ونهلة في اقصى محافظة دهوك، حتى ترى يخيم على الأهالي الخوف والرعب بسبب الذي يحدث مواجهات بين حزب قوات الجيش التركي وعناصر تنظيم بي كي كي، القرى المسيحية مهددة بالرحيل القسري اذا استمر الحال في التهديد والقصف الشبه اليومي على المنطقة التي بات الجميع يسير فيها بحذر.

العلم والزي الآشوري

مشاهد الحرائق وأصوات الطائرات بين الـF16 والدرون من الجانب التركي شاخصة على مدار اليوم ومسلحي بي كي كي بين المواجهة والاختفاء بين المدنيين المسيحيين يرتدون أزياء آشورية للتمويه والدخول بين السكان المحليين للابتعاد عن الاستهداف التركي.

العلم الاشوري مرفوع على القرى المسيحية وهو علم الحركة الاشورية التي ينتشر معظم سكان في هذه القرى قرى أطراف العمادية وبرواري وقرى نهلة قرب الحدود وهي منطقة معقدة جغرافيا وتعتبر معقل المسيحيين وأكثر قراهم منتشرة هناك.

ويقول سركون الاشوري (40 عاماً)، وهو احد سكان القرى المسيحية في العمادية لوكالة شفق نيوز، إن "هناك خوفاً مما يحدث في قرى المسيحيين، ونحن نتخوف بل نستعد للهجرة الجماعية من قرانا لأن المشهد الذي بات يسيطر على قرانا بسبب أصوات الطائرات الحربية والطائرات الدرون المسيرة وتليها دوي انفجارات وقصف عنيف في محيط مناطقنا والرعب يخيم على السكان المحليين، والقوات التركية قريبة جدا في اطراف حدود القرى وتنظيم حزب العمال بي كي كي يسعى إلى تدمير قرى المسيحيين من خلال الاختفاء بين الأهالي والتنكر بزيهم".

ويتابع بالقول إن "المسيحيين بات المشهد الذي لا يفترق عنهم هو دوي القصف وحرائق الغابات الطبيعية، مساحات شاسعة تحترق يوميا بسبب القصف التركي على مواقع حزب العمال، والأهالي يعيشون يومهم بخوف وحذر وإذا استمر الوضع على ماهو عليه فان الكثير سوف يرحل ويترك مسكنه".

ويؤكد أن "القرى القريبة من مواقع المواجهات هجروا القرى ونزحوا صوب المناطق الأكثر أماناً ولكن المواجهات تتسع وتقترب من أطراف القرى المسيحية نحن لا دخل لنا في اي مواجهة او صراع بين الجيش التركي وحزب العمال ولكننا أصبحنا جزء من حب وصراع دولي يجب إبعاد قرى المسيحيين عن القصف والاستهداف".

السلام مفقود

وتقول السيدة سميرة جميل (65 عاما)، لوكالة شفق نيوز، أن "الأمن والسلام بات غائباً عن منازلنا ولنا أقرباء في القرى القريبة من المواجهات وانا تركت منزلي واتجهت الى منزل احد اقاربنا في وسط محافظة دهوك، والسبب التوغل التركي وتواجد عناصر حزب العمال، ونحن بين نارين نار الاتراك ونار حزب العمال ولا نعرف الى متى الحال سيبقى هكذا".

وتشير إلى أن "قرى المسيحيين الامنة باتت غير آمنة وجزء من صراع وحرب دولية لا نعرف متى سيتوقف صوت القصف وصوت الطائرات ليرحل الجيش التركي ومعه حزب العمال إلى داخل أراضي تركيا وليدعونا نعيش بسلام، هل قدر العراقيين في بلدهم التهجير والتقل قبل سنوات داعش هجّرنا وتركنا قرانا ونتخوف من هجرة ثانية تطال القرى المسيحية بسبب التراك وحزب العمال التركي".

ويقول الناشط المسيحي نينوس متي (27 عاماً)، لوكالة شفق نيوز، إن "القرى المسيحية تشهد نزوح جزئي وهناك امور تحدث السكان لا مصلحة لهم فيها  نساء ورجال بي كي كي يلبسون ملابس مدنية ويتجولون مع الأهالي خوفا من الاستهداف حتى السيارات المدينة يستقلون سيارات مدنية ولدينا تخوف من استهداف هذه السيارات وتكون الخسائر بين المدنيين".

ويتابع أن "القرى المسيحية ترفع  علم الحركة الاشورية لتعلم من يشاهد هذه القرى بأن سكانها مسيحيين عراقيين ولا دخل لهم مع حزب العمال على الجيش التركي وحزب العمال أن لا يحولوا المنطقة الى صراع دولي ينعكس ذلك على ترك الأهالي من المسيحيين لهذه القرى وتكون الهجرة مكررة بسبب الترك وحزب العمال وقبلهم داعش الارهابي".

يشار إلى أن مختار قرية ميسكا التابعة لناحية كاني ماسي في العمادية، أديب مجيد، قد أكد  يوم  السبت من الأسبوع الماضي، لوكالة شفق نيوز، إن "أهالي قريتي (تيشمبي وجملكي) نزحوا من قراهم بسبب الصراع المسلح بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي.

وأضاف مجيد، أن "الجيش التركي تمركز داخل قريتهم (ميسكا) وقرية (دركرلي) القريبة منها، بعد أن نزح أهاليها منها قبل أسبوع.

وأوضح أن "الجيش التركي أقام نقاط تفتيش على الطرق مما يمنع مرور أهالي قرى هذه المنطقة"، مشيراً إلى أن القصف التركي الحق أضراراً جسيمة بمنازل أهالي القرية ودمر آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية".

وكان مصدر أمني في دهوك قد أفاد، مساء يوم الأربعاء 10 تموز الجاري، بسقوط ثلاث قذائف مدفعية على قرية في قضاء العمادية شمالي المحافظة.

وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "قذيفة سقطت بالقرب من مدرسة في قرية (سركلي) التابعة لقضاء العمادية، وقذيفتان أخريان سقطتا بالقرب من منازل المواطنين، من دون حصول إصابات بشرية ".

وبين أن "القذائف سقطت خلال المعارك الجارية بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي في المنطقة".

جدير بالذكر أن قرى العمادية شهدت اندلاع حرائق كبيرة يوم 11 تموز الجاري، في مزارع أهالي قرية (سكيري)، وتدمير مئات الدونمات من الأشجار المعمرة بعد سقوط قذائف مدفعية في محيط القرية نتيجة المعارك الجارية بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي.